تفسير قوله تعالى : ( لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ).

2 مشترك

2 مشترك close
admin
zoro1
اذهب الى الأسفل
الثلاثاء أغسطس 28, 2018 10:37 am
zoro1
zoro1
الإدارة العليا
  •  


  • الإدارة العليا 

    غير متواجد

    رقــــم العضويــــــــة :
    تاريــخ التسجيــــــــــل : 14/03/2018
    مجموع المشاركـــات : 383





     

    السؤال





    سؤالي متعلق بالآيتين الكريمتين: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) ، وقوله تعالى : ( لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ) هل المقصود بعدم العلم هنا أنّ الإنسان ينسى كل العلم الذي لديه ؟ أم أنه ينسى بعض العلم الذي لديه ؟ فأنا اعتقد أنّ الإنسان لا ينسى كل شيء ، وهل الآيتين تشيران إلى نفس المعنى ؟ وما هي أقوال أهل العلم في تفسير هذه الآيات ؟ وهل كلمة "شيئا" في الآية تشير إلى الجزء أم إلى الكل ؟

    ملخص الجواب: والحاصل : أن الآيتين ليس فيهما أن كل من كبرت سنه ، كان بهذه الحالة من "أرذل العمر" ؛ بل فيهم أن طائفة ممن يُعَمَّر ، هي التي ترد إلى أرذل العمر ، ويكون بهذه الحالة من نسيان ما كان يعلمه من قبل . ثم إن هذا النسيان ، وهذا الرد إلى أرذل العمر : درجات ، يتفاوت أهله فيه ؛ فمنهم من ينسى ما كان يعلمه بالكلية ، ومنهم هو دون ذلك ، وهذا أمر معروف ومشهور. والله تعالى أعلم .



    نص الجواب



    الحمد لله

    قال الله عز وجل : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) النحل/ 70 .

    وقال تعالى : ( وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ) الحج/ 5 .

    قال الطبري رحمه الله :

    " يقول تعالى ذكره : والله خلقكم أيها الناس ، وأوجدكم ، ولم تكونوا شيئا، لا الآلهة التي تعبدون من دونه، فاعبدوا الذي خلقكم دون غيره ، ثم يقبضكم .

    ومنكم من يهرم ، فيصير إلى أرذل العمر، وهو أردؤه ، وإنما نردّه إلى أرذل العمر ليعود جاهلا ، كما كان في حال طفولته وصباه ، يقول: لئلا يعلم شيئا بعد علم كان يعلمه في شبابه ، فذهب ذلك بالكِبَر ، ونُسي ، فلا يعلم منه شيئا، وانسلخ من عقله ، فصار من بعد عقل كان له ، لا يعقل شيئا " انتهى مختصرا .

    وقال السعدي رحمه الله :

    " يخبر تعالى أنه الذي خلق العباد ونقلهم في الخِلقة، طورا بعد طور، ثم بعد أن يستكملوا آجالهم يتوفاهم ، ومنهم من يُعَمِّره حتى يُرَدّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، أي: أخسه ، الذي يبلغ به الإنسان إلى ضعف القوى الظاهرة والباطنة، حتى العقل الذي هو جوهر الإنسان ، يزيد ضعفه ، حتى إنه ينسى ما كان يعلمه، ويصير عقله كعقل الطفل " انتهى من " تفسير السعدي " (ص 444) .

    وقال الزجاج رحمه الله:

    " المعنى: أن منكم من يَكْبُرُ ، حتى يذهب عقله خَرَفاً، فيصير بعد أن كان عالماً جاهلاً، ليريَكم من قدرته ، كما قَدِر على إِماتته وإِحيائه ، أنه قادر على نقله من العلم إِلى الجهل " .

    انتهى من " زاد المسير "(2/ 571).

    فالمقصود : أن الله تعالى ينقل العباد من جهل إلى علم، ثم من علم إلى جهل، ومن ضعف إلى قوة، ثم من قوة إلى ضعف .

    والناس يتفاوتون في مقدار ذلك الجهل الذي ينقلون إليه ، فمنهم من يُطْبِق عليه الخرف ، فلا يعلم شيئا ، مطلقا ، ومنهم من لا يكاد يعلم شيئا ، ومنهم من يعلم الشيء بعد الشيء ، إلا أن الجهل وعدم العلم هو الغالب عليه .

    والمراد بقوله تعالى : (لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا): بيان غلبة الجهل من بعد العلم ، لا انتفاء العلم بالكلية بالنسبة لكل من أدرك هذه المرحلة ، فنفى العلم للمبالغة .

    ولذلك قال : (وَمِنْكُمْ) إشارة إلى أنه ليس كل من كبر وشاخ ، يُردّ إلى أرذل العمر ، بل من هؤلاء من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا ، ومنهم من يكبر فيحفظ الله عليه عقله وسمعه وبصره .

    قال ابن جزي رحمه الله :

    "وليس المراد نفي العلم بالكلية ، بل ذلك عبارة عن قلة العلم ، لغلبة النسيان" .

    انتهى من " تفسير ابن جزي " (1/ 431) .

    وقال الرازي رحمه الله :

    " فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ قَالَ: لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً ، مَعَ أَنَّهُ يَعْلَمُ بَعْضَ الْأَشْيَاءِ كَالطِّفْلِ؟

    قُلْنَا : الْمُرَادُ أَنَّهُ يَزُولُ عَقْلُهُ ، فَيَصِيرُ كَأَنَّهُ لَا يَعْلَمُ شَيْئًا، لِأَنَّ مِثْلَ ذَلِكَ قَدْ يُذْكَرُ فِي النَّفْيِ لِأَجْلِ الْمُبَالَغَةِ " انتهى من " تفسير الرازي " (23/ 205) .

    وقال ابن عاشور رحمه الله :

    " وَلِذَلِكَ مَرَاتِبُ فِي ضَعْفِ الْعَقْلِ ، بِحَسَبِ تَوَغُّلِهِ فِي أَرْذَلِ الْعُمُرِ، تَبْلُغُ إِلَى مَرْتَبَةِ انْعِدَامِ قَبُولِهِ لِعِلْمٍ جَدِيدٍ، وَقَبْلَهَا مَرَاتِبُ مِنَ الضَّعْفِ مُتَفَاوِتَةٌ، كَمَرْتَبَةِ نِسْيَانِ الْأَشْيَاءِ، وَمَرْتَبَةِ الِاخْتِلَاطِ بَيْنَ الْمَعْلُومَاتِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ " انتهى من " التحرير والتنوير " (17/ 202) .




    المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب
    الخميس أغسطس 30, 2018 9:36 pm
    admin
    admin
    الإدارة العليا
  •  


  • الإدارة العليا 

    غير متواجد

    رقــــم العضويــــــــة :
    تاريــخ التسجيــــــــــل : 03/02/2018
    مجموع المشاركـــات : 677
    ذكر
    http://www.midosat2018.com




    بارك الله فيك يا غالي
    الرجوع الى أعلى الصفحة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى