حكم إعطاء المريض الدواء دون علمه


اذهب الى الأسفل
الإثنين سبتمبر 10, 2018 10:51 am
zoro1
zoro1
الإدارة العليا
  •  


  • الإدارة العليا 

    غير متواجد

    رقــــم العضويــــــــة :
    تاريــخ التسجيــــــــــل : 14/03/2018
    مجموع المشاركـــات : 383





    السؤال

     

    هل يجوز إعطاء أمي أدويه نفسية ؛ بسبب عصبيتها الشديدة ، أمي أصيبت بثلاث جلطات ، فلا تتكلم ، ولا تمشي ، وعصبيتها لا تطاق فاضطررنا لإعطائها أدوية مهدئة ، لكنها أثرت عليها كثيرا ، فالنوم بشكل متواصل ، وأصفر لونها ، وأصبحت شهيتها سيئة ، فهل نأثم على فعل ذلك ، مع العلم بوضعها الطبيعي الكل ينفر من عصبيتها ولا يستطيع خدمتها ؟


     
    نص الجواب

    الحمد لله

    أولا:

    إذا كان المريض بالغا عاقلا، لم يجز إعطاؤه دواء دون علمه ، إلا إذا غلب على الظن أنه يهلك بترك الدواء ، أو يتضرر ضررا بالغا.

    وذلك أن التداوي في الأصل جائز أو مستحب ، فللمريض تركه ، ولا يجبر عليه.

    فإن غلب على الظن أنه يهلك بتركه ، أو يترتب على تركه ضرر بين ، أو تلف لعضو ، أو وظيفة من وظائف الجسم : صار أخذ الدواء واجبا، وجاز إعطاؤه له دون علمه؛ لوجوب حفظ النفس وتحريم إتلافها. قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) النساء/29  .

    ويؤخذ ذلك من كلام بعض الفقهاء في إجبار المريض على الدواء عند خشية الهلاك.

    جاء في "الغرر البهية في شرح البهجة الوردية" (2 / 78) :

    " قال في الروضة: ويكره إكراهه على تناول الدواء اهـ .

    الظاهر: أن هذا إن لم يُعلم أو يظن أن تركه يفضي إلى الهلاك، كما قيل في أصل التداوي " انتهى.

    وإذا جاز إحباره على الدواء، ففي معنى ذلك، بل أولى، إعطاؤه له دون علمه.

    وقد أخذ مجمع الفقه الإسلامي بالقول بوجوب التداوي "إذا كان تركه يفضي إلى تلف النفس أو أحد الأعضاء أو العجز، أو كان المرض ينتقل ضرره إلى غيره، كالأمراض المعدية" انتهى من "مجلة مجمع الفقه الإسلامي" العدد 7 ج 3 ص 729 .

    وانظر نص قرار المجمع في جواب السؤال رقم : (2148) .

    وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم :(249108) .

    وبناء على ذلك، فما دامت أمكم واعية عاقلة، وهذا الدواء إنما هو مهدئ، ولا يهلك الإنسان بتركه، فليس لكم إعطاؤه لها إلا بإذنها.

    وإذا كان له آثار سيئة تزيد على المصلحة المرجوة منه ، لم يجز لها تناوله؛  لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ) أخرجه أحمد (2865) وابن ماجه (2341) وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه".

    فإن وجدتم علاجا يهديء عصبيتها، ولا يترتب عليه آثار ضارة، فلا حرج، إذا كان بإذنها.

    ثانيا:

    أفاد بعض الأطباء المختصين: أن من أفضل الأدوية لكبار السن ، وأبعدها عن الأعراض الجانبية السلبية ، دواء الــ aripiprazole بتركيز 5 مجم مرة واحدة صباحا ، ودواء الــ mirtazapine بتركيز 15 مجم مرة واحدة ليلا ، فيرجى مراجعة الطبيب المتابع لحالة الوالدة ، في شأن هذه الأدوية ، للنظر في مدى ملاءمتها لحالة والدتكم.

    وأفاد المختص أيضا: أن الجلطات الدماغية strokes عادة ما يتبعها ما يسمى باضطراب اكتئاب ما بعد الجلطة Post-Stroke Major Depression ، ومن أفضل التدخلات العلاجية لكبار السن في هذه الحالة هو العلاج بالتشنجات الكهربية ECT  ، وهي جلسات آمنة تماما لكبار السن إلا أنه ينبغي أن تكون تحت إشراف طبيب المخ والأعصاب الذي يتابع الجلطات الدماغية. انتهى.

    ثالثا:

    ينبغي أن تصبروا على ما يصدر من والدتكم، وأن تحسنوا إليها، وتكثروا الدعاء لها، وأن تقنعوها بمراجعة الطبيب والتزام ما يقرره من دواء.

    نسأل الله أن يشفيها ويعافيها ويصرف عنها السوء.

    والله أعلم.




    المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب
    الرجوع الى أعلى الصفحة
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى