قالت وقد غاب الزمانُ بأُنسِها

-صرخَ وقد غشّاهُ الضجَر!-
مــا كـــــانَ فيــكِ أمسُنــا
يشكو الخِصام أوِ الضرر
مـــا بـالـكِ اليــــــوم إذًا ؟
فيكِ العـذابُ قـد انتشَــر
قـد خـلـتُ أنـكِ أرضُـنـــا..
والــزرعُ فيــكِ والثــمــــر
فـغـدوتِ جـريـرةَ حربِنــا..
قد ذقـتُ منـكِ ذا الأمَـــر
شـــوكٌ إذا صاحــبتَــــهُ..
أفنَـــى شموخكَ وانكسَر
مــا بـالُ عيـنيـك الـتـــي..
كــانَت بريـقًــا كالـقمــــر ؟!
أضـحـت نَــوءًا غاسِـقًـــا..
قـســرًا عــاث بهــا القـدر
ويقولونَ أكنةٌ..
عـلى قلبكِ غمًـا فالحـــذَر!
ما خطبـــكِ؟!!
عيـشُـــكِ مـــرٌ غاضِــــبٌ..
والدمــعُ فيــك قـد انفجـر
قلبِــي عليـكِ قــدِ انفطـــر !
المـــــوتُ فــيــنَـــا آيـــــــةٌ..
وأهــلُــكِ كــلهــمُ بشَــــــر
لا تُـمِـيتــي بعـد المـــــوتِ..
قـلبًــــا أحــبــكِ وسَـهـــــر
قــد أمضـت فيكِ عمرهـــا..
رغـــمَ المشـقــةِ والـضـــرر
وهـبَــت حنــانًــا عــارمًــا..
والحُــــب فـيهــا مُستقَـــر
سألْتكِ بالله الشؤمَ انبـذي
قـلبـي لـغـيــرِكِ مـا عبَــــر


قالَـت وقـد غـابَ الزمانُ بأُنسِهَـــا:
هذَا الحِــمامُ أودى بعقلي والبصر
الجنانُ يغلِي وذا الفؤادُ قد انصهَر
سـيـئِـنُ قـلبـي كلمَــــا..
ذُكِرَت أمامـي لا مفَـــر !
قـد كنتُ أسخطُ حالـمَا..
تنوي بخاطرِها السفَــر
والآن حـالِــــي كُلـمَــــا
ذكــروا لعانــةً السَّفــــر،
إلا العَـــناء أشَـــاطِ بي
ويـلـتهمُـنِــــي الكـَــــدر!
إنّ الـحـيــــاةَ مـكِـيـــدةٌ..
وفِـراقُـهـا يُثني الحجَـــر
وعرفـنَـا قلبَهــا غـايــــــةً..
بيضاءَ ترويهـا السِـيَــــر
صبرًا وما الصبرُ فينــي..
إلا تـلاشَــــى وانتَشـــــر
صبرًا والدمعُ يحرقنِــــي..
ونارُ جوفِــي منهُ أحَــــــر
صبـرًا والآهُ تغــدرنِــــــي
فيا ليت الموتَ اصطبَــــر !